أكد مشاركون في فعاليات اليوم الأول من “منتدى دبي للمستقبل”، أن أفكار الأفراد والمجتمعات والشعوب هي التي ترسم ملامح المستقبل، وتحرك العقل والجسد وتترجم تفاعله مع العالم والقطاعات المختلفة إلى واقع ملموس وتجارب تفاعلية، وتمكّن من استشراف ملامح مستقبل اجتماعي شامل، وأن استشراف المستقبل الاجتماعي يساعد في تجربة مفهوم عيش المستقبل في الوقت الحاضر
وشارك في الجلسة كل من؛ الدكتور ستيوارت كاندي مدير مختبر “سيتويشن لاب” في جامعة كارنيغي ميلون، والدكتور جيك دوناغن، مدير مختبر “غوفرننس فيوتشرز لاب” في معهد إنستيبتوت فور ذي فيوتشر”، وبرندان ماكغتريك، المدير الإبداعي في متحف المستقبل.
وخلال الجلسة أكد الدكتور جيك دوناغن أن أفكارنا هي من تحدد المستقبل، وبالتالي ترسم مخطط الاستشراف الاجتماعي، الذي يشرك الناس في صناعة الغد الذي يطمحون إليه، معتبراً أن التبادل الثقافي والمرونة في التعامل والتفاعل بانفتاح مع الآخر تسهمان في تحسين الاستثمار، وتصميم مفردات ومسارات جديدة للتعلم، لتشكيل السلوكيات المستقبلية، وتصميم التجارب والأفكار المبتكرة لمحاكاة المستقبل الاجتماعي والعمل بشكل بناء على تصميمه.
ونوه دوناغن إلى أهمية إعطاء استشراف المستقبل الاجتماعي الأهمية في ظل التحديات الراهنة، والاستعانة في سبيل ذلك بالمنصات الإعلامية والواقع المعزز، وأنظمة المحاكاة المتعددة، ودمج الجمهور، والتعرف على طريقة تفكيرهم، وتسخير ذلك بتجارب واقعية وتلقائية يعيشون خلالها أدق تفاصيل المستقبل.
من جانبه، استعرض الدكتور ستيوارت كاندي عملية تطور الاستشراف الاجتماعي وقدراته خلال الألفية الماضية، ودوره في صياغة المستقبل. كما قدم مجموعة من التجارب الواقعية التي تم تنفيذها لاستشراف المستقبل والعيش به في وقتنا الحاضر، لافتاً إلى أن المفاهيم الحالية التي نعيش بها تؤسس المستقبل عبر مجموعة من الأدوات التي تحاكيه.
وقال كاندي: “على المجتمعات تحويل الاستشراف الاجتماعي إلى عمل مؤسسي، وتبنّي المقاربات الخاص به وتنفيذها في تجارب عملية، والتفكير في البدائل المستقبلية في التصاميم والمخططات المتعلقة بالمستقبل”.
ومن جانبه أوضح برندان ماكغتريك: ” أن كل فرد من أفراد المجتمع يمكن أن يساهم في صناعة المستقبل، وما يقدمه متحف المستقبل هو تجربة حية وواقعية لأفراد المجتمع بكافة مكوناته، فزوار المتحف يشكلون إضافة نوعية له، من خلال مشاركتهم في فعالياته”.
وأشار ماكغتريك إلى أن المستقبل يتطلب وجود عنصر الشجاعة الذي يعد أساسياً في الاستشراف الاجتماعي، كونه يساهم في التفكير المبتكر، والخروج عن المألوف، وتبني الأفكار والحوار، والنقد البناء.
ويجمع “منتدى دبي للمستقبل” المنعقد تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أكثر من 45 مؤسسة عالمية لاستشراف المستقبل وأكثر من 400 من خبراء ومصممي المستقبل في العالم في «متحف المستقبل». ويشتمل المنتدى على 30 جلسة نقاشية وحوارية يشارك فيها 70 متحدثاً، وتشارك في جلسات المنتدى 45 مؤسسة عالمية.