أكد الخبير العالمي جيمي ميتزل خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال اليوم الثاني من “منتدى دبي للمستقبل” أن المجتمعات تحتاج ثلاثة عناصر رئيسية لاستشراف المستقبل تتمثل في إدراك قدراتها وموقعها، وتخيّل المسارات المتعددة اللامحدودة للمستقبل بإيجابية، ومعرفة الفروقات بين أفضل السيناريوهات وتحديد أكثر السبل كفاءة للوصول إليها، مشبراً إلى أن مستقبل البشرية لا يمكن التنبؤ به، لكن يمكن الاستعداد له بالعمل المستمر لبنائها وتعزيز إمكاناته وفرص.
واعتبر ميتزل أن “المستقبل يمكن أن يكون إيجابياً إذا ما عملنا على ثلاث مستويات، الأول عالمي نضع فيه أطراً عالمية للتعامل مع التحديات كالأزمات والأوبئة وتغير المناخ، وأن نحرص فيه على العمل السلمي الفاعل، وأن نبني فيه نظماً مشتركة كما في “القمة العالمية للحكومات” التي تستضيفها دبي بشكل دوري وتجمع خبراء من كل أنحاء العالم. والمستوى الثاني وطني، يعتمد على حوكمة رشيدة من جانب الحكومات وأطر تنظيمية وقيم وسلوكيات وأخلاقيات تضبط توجهات المستقبل، والثالث فردي، نتعامل فيه مع كل فرد كمساهم فاعل في صناعة المستقبل، ونراعي التنوع والتسامح والشمول والإيمان بقدراتنا كبشر.”
المخيلة البشرية هي الأساس
ولفت الدكتور جيمي إلى أن الدافع الأساسي لاستشراف المستقبل هو المخيلة البشرية لا التكنولوجيا التي تشكل مجرّد ممّكن لفرصه وآفاقه، قائلاً: ” لدينا مختلف أدوات التكنولوجيا مثل تعلم الآلة والنانو والتكنولوجيا الحيوية لكن الطبيعة الإنسانية هي الأساس.”
وقال ميتزل: “نحن الآن في مرحلة تمتلك الإنسانية فيها القدرة على مشاركة المعرفة ونقلها، بفضل امتلاك 85% من سكان الكوكب القدرة على القراءة والكتابة وهو ما يعني قدرة 6.5 إنسان على تشارك المعرفة.
ولفت ميتزل إلى أن بعض الحضارات استغرقت آلاف السنوات لتحقيق ابتكارات فعلية في تاريخ الإنسانية، أما اليوم فأي فكرة إبداعية كالخوارزميات أو الخلايا يمكن مشاركتها في اليوم نفسه مع العالم أجمع، بحيث أصبح الجميع اليوم قادراً على المساهمة بدور في حل مشاكل وتحديات جديدة.”
وعن دور التكنولوجيا، تابع الدكتور ميتزل: “التكنولوجيا هي نتاج مشترك للعديد من العلوم التي بنتها الإنسانية على مدى قرون، والخوارزميات أدت إلى الحاسوب وهو أدى إلى الذكاء الاصطناعي والترابط واضح بين كل الاختراعات التي أساسها الابتكار الإنساني.”
وحول دور الابتكار البشري في القطاعات المستقبلية الحيوية، قال ميتزل: “سنكون قادرين مستقبلاً على فك شيفرة الصحة، وتطوير إمكانات الرعاية الصحية بجعلها وقائية واستباقية، وتطوير ثورة زراعية تمكّن كوكبنا من إعالة سكانه الذي قاربوا اليوم 8 مليار إنسان.”
وحول دور علم الأحياء في مستقبل الإنسان، قال ميتزل: “تقدر مؤسسة ماكنزي للدراسات أن 60% من القطاعات يمكنها أن تستفيد من ابتكارات علم الأحياء التركيبية مستقبلاً.”
دبي مدينة المستقبل
وأكد ميتزل أن دبي مدينة المستقبل التي تبنيه على أسس الماضي والحاضر، قائلاً إنه حتى قبل اكتشاف النفط كان فيها رؤية استشرافية استراتيجية لكل ما هو ممكن.
وختم ميتزل بالقول: “المستقبل هو نحن كأفراد لا أدواتنا، وكل ما علينا هو التشمير عن سواعدنا وبناؤه معاً.”
وانعقدت فعاليات “منتدى دبي للمستقبل” برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، يومي 11 و12 أكتوبر في “متحف المستقبل” بمشاركة أكثر من 45 مؤسسة عالمية لاستشراف المستقبل وأكثر من 400 من خبراء ومصممي المستقبل.